الخميس، تشرين الثاني ٢٠، ٢٠٠٨


استخدام الليزر في تصليح قصر النظر

هذا النوع من الليزر ذي الموجات القصيرة (193) (نانوميتر) ويقع في جزء الموجات فوق البنفسجية من ألوان الطيف ، ويحدث له امتصاص ويؤثر تأثيراً مباشراً في قرنية العين ويسبب تفتت أجزائها بطريقة ميكروسكوبية ، ويسطح الجزء المركزي من القرنية ويقلل التحدب الموجود وبالتالي يعالج قصر النظر والجزء الذي يتم إزالته من سطح القرنية لا يتعدى 40 – 50 ميكرون وبالتالي أقل من عشر سمك القرنية وتبقي في تمام تشريحها الطبيعي ولا تتأثر قوة تماسك أليافها وتصبح كما هي ، ويستطيع المريض بعد فترة بسيطة مزاولة جميع رياضاته مهما كان عنفها. والفكرة ببساطة شديدة هي تركيز ليزر الاكزيمر بقطر 5مم على سطح القرنية ويبدأ بدائرة صغيرة جداً ثم تتسع الدائرة مع كل طلقة من طلقات الليزر حتى يصل قطر الدائرة إلى 5 مم.ويتحكم في هذه الطريقة وكمية الليزر التى توجه إلى العين كمبيوتر بداخل جهاز الليزر ... توضع فيه الأرقام الخاصة بكل مريض ثم ينطلق الشعاع بنبضات محسوبة حسب أرقام قصر النظر، مثال لذلك قصر نظر (-2) ديويتر يطلق الليزر 105 نبضة و (-6) ديويتر يطلق الليزر 245 نبضة .
والغرض من هذه الطريقة أن يتم تفكك جزيئات من سطح القرنية وتتبخر في الهواء فيصبح السطح أقل تحدباً وبالتالي يقل قصر النظر ويتحسن الإبصار.
ويعتبر هذا النوع من الليزر تطوراً هائلاً في علم وطب وتكنولوجيا العيون لأنه يمكن أن يغير سطح القرنية الخارجي ، وبمرور الوقت يستطيع أن يشكل السطح كما يريد الجراح.

مزايا طريقة الليزر لعلاج قصر النظر :

1- آمنة تماماً ومحددة بدقة الكمبيوتر.
2- لا تتدخل فيها يد الإنسان أو الجراح.
3- لا يشعر بها المريض مطلقاً.
4- لا تستغرق أكثر من دقائق معدودة وإطلاق الليزر نفسه لا يستغرق أكثر من ثوان معدودة.
5- تصلح قصر النظر حتى 6 درجات بسهولة شديدة وأكثر من ذلك أحياناً حتى يصل إلى 8 أو 9 درجات.
6- يمكن إجراء هذا النوع من العلاج في الأرقام الكبيرة. وذلك على أكثر من مرة ... فيقوم الجراح بتصليح عدة درجات حتى 6 أو 8 درجات ثم بعد ثلاثة أشهر يمكن أن يجرى للمريض مرة أخرى حتى يصلح حوالي 15 درجة قصر نظر.
7- يمكن بالاشتراك مع الميكروكيراتوم الجراحي أن يعالج قصر نظر حتى -30 ديويتر.
8- من مزاياها أن مضاعفاتها خفيفة ويمكن علاجها بسهولة.
9- لا يوجد في العالم حالة واحدة حدث لها التهاب صديدي أو فقدت أو حدث لها عاهة مستديمة.
10- من أهم مزايا هذه الطريقة إزالة سحابات القرنية السطحية وهي ميزة هائلة تغني عن عمليات ترقيع القرنية في معظم المرضى المصريين نتيجة لسحابات القرنية السطحية من التراكوما ومن الظفرة.
11- وأيضاً من أهم مزاياها هو إذا وجد فارق بين قوة العينين أكثر من 4 درجات ويستحيل استخدام النظارة الطبية فيتم تصليح هذا العيب في العين الضعيفة حتى تتساوي مع العين الأخرى بدون لبس نظارة أو عدسات ، ويمكن أن تجرى هذه الجراحة في الأطفال في سن صغير إن كان متجاوباً ويستطيع التركيز على نقطة التثبيت في جهاز الليزر.

عيوب طريقة الليزر لعلاج قصر النظر :

1- الجهاز غالي الثمن والطريقة مكلفة بعض الشئ ولكن بالمقارنة بتكلفة العدسات اللاصقة على فترات طويلة أو النظارات الباهظة الثمن ... نجد أن تكاليف عملية الليزر في النهاية أقل .
2- كأي طريقة جراحية أو تدخل عن طريق أشعة الليزر يوجد بعض المضاعفات التى يمكن علاجها وهي كما يلي :
(أ) أثناء الجراحة لا يمكن أن يشعر المريض بأي شئ ولكن بعدها بساعة يبدأ إحساس ألم ودموع وزغللة من الضوء يمكن علاجها بقطرة فولتارين ويضعها المريض كل ساعة وبالتالي لا يشعر بالألم نهائياً ليلة العملية مع علاج بأدوية تزيل الآلام ، ويستحسن أن ينام المريض يوم العملية أكبر عدد ممكن من الساعات ، وأحياناً يتم وضع عدسة لاصقة على القرنية لتقلل أيضاً من الآلام بعد العملية مباشرة.
(ب) زغللة في الضوء شديدة خلال 48 ساعة بعد العملية وبعدها يحدث التئام في قرحة القرنية المسببة بواسطة الليزر وبعد 72 ساعة تماماً تختفي هذه الزغللة ويتحسن تورم الجفون ولكن لا يوجد ألم في هذه الفترة.
(ج) خلال الثلاثة أسابيع الأولى بعد العملية يتحسن النظر تدريجياً ويصبح طبيعياً في الصباح ولكن توجد زغللة وعدم الرؤية بوضوح وذلك مساء وأثناء القراءة.
ثم بعد نهاية الثلاثة أسابيع يمكن أن يرى الشخص طبيعياً أثناء النهار والليل والقراءة أيضاً ... ولكن في حالات المرضى أكثر من أربعين عاماً يتم عمل نظارة قراءة لهم وهو الوضع الطبيعي للإنسان العادي بعد عمر الأربعين.
3- إذا تم اختيار الحالات بطريقة صحيحة لا يعود قصر النظر أبدا إلى الوراء أو يحدث قصر نظر مرة ثانية ... وذلك في حدود 7-8 درجات قصر نظر ... مع عدم وجود أو نسبة بسيطة جداً من الاستجمانزم .
أما إذا أجريت لمرضى أرقام نظاراتهم كبيرة فالذي يحدث عادة أنه خلال الثلاثة أشهر الأولى يحدث تحسن رائع ثم يعود بعض قصر النظر مرة ثانية لأن إمكانيات الجهاز هو التصليح حتى 10 درجات وبالتالي فأكثر من ذلك يعود مرة ثانية وكما ذكرنا قبلا – يمكن إجراء العملية مرة أخرى بعد 3 – 6 شهور.
4- في بعض المرضى يحدث ما يسمى بغيامة وهي ليست عتامة في القرنية ... ولا أحد حتى الآن في العالم يعرف ما هو السبب لتلك الغيامة لأنها تحدث نادراً وبصورة قليلة في بعض المرضى وهي في حد ذاتها تسبب قصر نظر شديد إذا حدثت بصورة شديدة ، ولكن لحسن الحظ وجد أن معظم هذه الحالات تتحسن تدريجياً وفي خلال أو بعد ستة أشهر تنتهي تماماً وتعود القرنية إلى شفافيتها .
وفي بعض الأحيان يكون المريض متخوفاً ولا يصبر طوال هذه المدة فيمكن إجراء جراحة الليزر مرة ثانية لإزالة هذه الغيامة مع علاج قصر النظر المتبقي وخصوصاً في الحالات ذات الدرجات العالية.
وهذه الغيامة عادة ما تحدث في الأرقام الصغيرة أقل من 6 درجات فيصبح من النادر جداً حدوثها.
5- قوام علاج قصر النظر بعد الليزر هو الاستمرار في قطرة الكورتيزون لتأخير الالتئام وعدم رجوع قصر النظر ولذلك ينصح باستخدام قطرة الكورتيزون طوال 4 أو 5 أشهر حسب الحالة ... ويحدث هناك بعض المضاعفات من استخدام هذه القطرة وهو ارتفاع ضغط العين ... وهو ارتفاع مؤقت مقترن باستخدام هذه القطرة ويمكن علاجه بقطرات أو أقراص تقليل ضغط العين كقطرة الجلوكونكس أو التيموبتول وأقراص السيدامكس وعندما ينخفض الضغط تعود العين إلى طبيعتها ، وعند إيقاف قطرة الكورتيزون يختفي ضغط العين وتزول هذه المضاعفة.
ويحضر المريض إلى مركز الليزر للكشف عليه بواسطة أجهزة تبين مدى قصر نظره وتجرى له الأبحاث الخاصة وأهمها رسم جغرافية شكل مسطح القرنية وهو جهاز حديث يسمى Corneal Topography ويستطيع الجراح بواسطته أن يستبعد الحالات غير المناسبة للعلاج بالليزر وهي قصة خطيرة جداً في حد ذاتها ، لأنه بوسائل الكشف العادية لا يستطيع الجراح أن يشخص الأنواع البسيطة من القرنية المخروطية ... وإذا أجرى لها العلاج بالليزر تصبح أسوأ من حالتها قبل إجراء جراحة الليزر وأيضاً بواسطة هذا الجهاز يمكن تشخيص حالات الاستجماتزم الشديدة التى لا يناسبها العلاج بالليزر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق