السبت، تشرين الثاني ٢٢، ٢٠٠٨

تقنية المعلومات بداية متفائلة بحذر.. ونهاية أكثر حذرا

إنجازات متنوعة في العالم وفي منطقتنا وأخرى توقعها الخبراء وأخفقت في أن تتحقق

لندن: وليد الأصفر
بدأ العام في وقت كان قطاع تقنية المعلومات العالمي ما زال يعاني من آثار صدمة الانهيار المريعة التي أصابته في العام السابق. ومع الحذر والتأني قبل اتخاذ قرارت الصرف أو التشغيل، جاءت أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر (أيلول) لتشكل صدمة جديدة في الولايات هزت العالم أجمع وشملت جميع القطاعات الاقتصادية، التي من بينها بالطبع قطاع تقنية المعلومات. وعلى الرغم من الحذر الذي شابه في بدايته ونهايته، شهد عام 2001 العديد من الإنجازات، سنسرد في ما يلي بعضا منها:

* فبراير (شباط): في خطوة لفتت نظر قطاع تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط، زارت كارلي فيورينا، رئيسة شركة «هيوليت ـ باكرد» (HP) ورئيستها التنفيذية ورئيسة مجلس إدارتها في الوقت نفسه، مدينة الرياض لتفتتح بنفسها مكتب الشركة في السعودية، في خطوة لم يسبقها إليها أي مسؤول على هذا المستوى في قطاع تقنية المعلومات العالمي.

* مارس (آذار): تأسيس الائتلاف العربي لأسماء الإنترنت كهيئة دولية غير ربحية تضم أعضاء متميزين ومتخصصين، أفرادا ومؤسسات، تعمل على جعل الإنترنت في متناول كل من يتكلم اللغة العربية في جميع أنحاء العالم، من دون أية عوائق لغوية وعلى أي مستوى من المستويات. ويأتي وضع أسس لتعريب عناوين مواقع الإنترنت وتسجيلها في أعلى سلم أولويات هذا الائتلاف، الذي سيعمل على تحقيق ذلك من خلال توحيد الجهود المختلفة التي تعمل في هذا المجال والتنسيق في ما بينها. والعام يشهد زيادة في انتشار اعتماد استخدام أسماء الإنترنت العربية لمواقع الإنترنت.

كما شهد الشهر نفسه إطلاق المغرب عروضا لإبداء الاهتمام بخصوص منح رخص النطاق العريض «برودباند»، بهدف بث المعطيات ودخول شبكة الإنترنت بكثافة أكبر وأسرع لقطاعات الشعب المغربي.

* ابريل (نيسان): سورية تبدأ باتخاذ الخطوات الإجرائية لاقامة حديقة تكنولوجية كبيرة بالتعاون مع الصين وروسيا وماليزيا، بإشراف الجمعية السورية للمعلوماتية، يلي تأسيس حاضنة للأعمال البرمجية، ستكون بمثابة نواة لاطلاق صناعة البرمجيات في سورية، والمسؤولون فيها يتوقعون أن تلبي خلال السنوات الثلاث المقبلة 80 في المائة من احتياجاتها من البرمجيات وتطبيقاتها محليا. وتفيد تقارير بارتفاع مبيعات الأجهزة المحمولة في السعودية بمعدل 300 في المائة.

* مايو (أيار): شركة «إنتل» تطلق الجيل الأول من معالج «زيون» يوم 21، وهو معالج مبني وفق تقنية «نت بيرست» الحديثة. وتصل سرعة هذا المعالج إلى 1.7 ميغاهيرتز.

* يونيو (حزيران): شركة «آي بي إم» تعلن انها تمكنت من صنع ترانزيستور يستخدم السيليكون ويعتبر الأسرع في العالم ليساهم، خلال عامين فقط، في تطوير معالجات صغروية (متناهية في الصغر) أسرع بخمس مرات من المعالجات الحالية. وأوضحت الشركة أن الترانزيستور سيجعل المعالجات تعمل بسرعة 100 غيغاهيرتز خلال السنتين المقبلتين.

* أغسطس (آب): الاحتفال بالذكرى العشرين لظهور الكومبيوتر، وإنتل تطلق في الشهر نفسه أسرع معالج (بنتيوم 4) تبلغ سرعته 2 غيغاهيرتز، وتعرض في الوقت نفسه عرضا تجريبيا لبنتيوم يعمل بسرعة 3.5 غيغاهيرتز. ومختبر تابع للحكومة الاميركية يكشف عن اقوى كومبيوتر في العالم من إنتاج شركة «آي. بي. إم» ينجز في ثانية واحدة ما تنجزه الآلة الحاسبة في عشرة ملايين سنة، وقدر سعر الجهاز الذي أطلق عليه اسم «اسكي وايت»، بحوالي 110 ملايين دولار، أما وزنه فيها فيعادل وزن 17 فيلا مكتمل النمو.

* سبتمبر (أيلول): شركة «إيماجينت» وبالتعاون مع شركة «مايكروسوفت» تطلق أول تعريب لنظام التشغيل ويندوز «سي. إي» لأنظمة «بوكيت. بي. سي»، مما يبشر بفتح آفاق جديدة للتطبيقات العربية على هذه النوعية من الأجهزة. وهذا الشهر شهد كذلك احتفال مايكروسوفت بخلاصها من خطر تقسيمها إلى شركتين بدلا من واحدة، بعد أن رفضت إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الدعوة القضائية التي كانت تهدف إلى ذلك والتي اتهمت الشركة بانتهاك قوانين منع الاحتكار مما جعلها تسيء لمنافسيها وتمنع الجمهور من حق الاختيار.

وفي مصر تعلن شركتا مايكروسوفت ـ مصر والنيل للخدمات الإلكترونية عن بدء العمل لتقديم ما وصفتاه بأول نظام للتحصيل الإلكتروني في العالم العربي من خلال موقع Nilebillcom على الإنترنت، للعمل على تلبية احتياجات المواطن لسداد الفواتير الشهرية والالتزامات الدورية توفيرا للوقت والجهد.

* أكتوبر (تشرين الاول): مدينة دبي للإنترنت تحتفل خلال معرض «جيتكس دبي 2001» بمناسبة مرور العام الأول على تدشينها، حيث أصبحت كمجتمع حيوي للشركات العاملة في مجال اقتصاد المعرفة، التي تجاوز عددها 300 شركة من مختلف الأحجام بينها شركات ناشئة، حيث توفر لهم إدارة المدينة جميع المستلزمات للعمل في مكاتب مريحة تتوافر فيها أنواع الخدمات كافة.

كما شهدت نهاية الشهر انطلاقة حكومة دبي للإنترنت، في ما اعتبر قصة نجاح حقيقية ونموذجا لعلاقة المؤسسات الرسمية العربية. أما يوم 29 فشهد إطلاق مايكروسوفت للإصدار XP من نظام التشغيل ويندوز، في جميع أنحاء العالم، مع إطلاق النسخ العربية منه في منطقة الشرق الأوسط في الوقت نفسه. والشركة تعتبره أفضل ما أنتجته حتى ذلك التاريخ، على أساس أنه يشكل جيلا جديدا من المنتجات التقنية. وشهد هذا الشهر كذلك ما وصف بثورة تقنية هامة، إذ نجح علماء دنماركيون بإجراء تجارب قد تؤدي إلى تصميم كومبيوترات كمية ذات سرعات عالية، بعد أن وظفوا الليزر ليشبكوا تريليوني ذرة في حاويتين تبعدان عن بعضهما بضعة مليمترات لتأمين الاتصالات بينهما.

* نوفمبر (تشرين الثاني): مجلس الوحدة الاقتصادية العربية يدشن أول شركة عربية لأمن المعلومات. ومايكروسوفت تطلق جهاز الألعاب «إكس بوكس» الخاص بها رسميا، ويباع منه للبائعين حتى الثلث الأول من شهر ديسمبر (كانون الاول) ما يزيد على 1.1 مليون جهاز.

* ديسمبر (كانون ثاني): علماء من مختبرات «بيل» التابعة لشركة «لوسنت تيكنولوجيز»، يصممون ترانزيستورات، وآلات إلكترونية بحجم أصغر من حبة الرمل بمليون مرة. ويعتبر هذا التطور مهما، إذ من المحتمل أن يلعب دورا أساسيا في تصميم ما يعرف بالـ«مينوسكول» (Minuscole)، وهي عبارة عن رقاقات كومبيوتر عالية السرعة لا تحتاج إلا لكمية ضئيلة من الطاقة.

* توقعات لم تتم

* كانت التوقعات تشير في بداية عام 2001 إلى زيادة في عدد تقنية الأجهزة الإلكترونية التي تعتمد تقنية «بلوتووث»، إلا أن أعداد هذه الأجهزة مازال محدودا حتى الآن. وزاد الإقبال في المنطقة على مجالات التبادل الإلكتروني بين الشركات على الإنترنت أو ما يعرف بالاختصار BB (Business to Business)، وكذلك خدمات تزويد التطبيقات (ASP)، إلا أن ذلك بزيادة محدودة في اعتمادها كحل يساعد المؤسسات على إنجاز أعمالها من خلال برمجيات وأنظمة مستأجرة يمكن الاستفادة منها من خلال الإنترنت.

وشهد العام زيادة كبيرة جدا غير متوقعة في انتشار الرسائل النصية القصيرة حسب نظام (SMS)، حيث حققت أرباحا بالملايين.

وعلى الرغم من التوقعات الكبيرة في بداية العام بانتشار تقنية الجيل الثالث (G) من تقنيات الاتصال الهاتفية، فان ذلك لم يتم، بل تعرض لعثرات أبطأت من تطوره، مع زيادة في اعتماد التقنيات التي وصفت بأنها G، مثل GPRS وUMTS. ومع أن بداية عام 2001 شهدت توقعات بزيادة في أعداد الأجهزة الخادمة التي تعمل بنظام التشغيل «لينوكس» ذي النظام المفتوح الذي توقع البعض أن يشكل عامل ضغط على شركة مايكروسوفت، بحيث تغير في سياستها تجاه الأنظمة وتقديمها مفتوحة، إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن.

وبسبب أن عام 2000 شهد عروضا للعديد من الأجهزة التي يمكن ارتداؤها، اما كملابس عادية، أو كمجوهرات أو حلي، تتيح لمرتديها القيام بالعديد من المهام الإلكترونية من دون الحاجة لاستخدام كومبيوتر تقليدي، توقع البعض أن يشهد عام 2001 منتجات حقيقية يمكن ابتياعها من المتاجر واستخدامها على الفور، خاصة بعد دمج تقنياتها مع تقنيات تحليل البيانات الحيوية للشخص الذي سيرتديها، بحيث يمكن تشغيل الوظائف الإلكترونية لهذه الملابس أو الحلي بشكل تلقائي. إلا أن هذا لم يتم حتى الآن على الإطلاق.

واخيرا قالت شركة هيوليت باكارد انها اتفقت على شراء شركة كومباك كومبيوتر كورب مقابل 25 مليار دولار، والشركتان تقولان إن الاندماج سينشئ اكبر شركة على صعيد مبيعات الأجهزة الخادمة واجهزة الكومبيوتر الشخصي والاجهزة المحمولة، وإنها ستتمتع بموقع قيادي في الخدمات الاستشارية وبرمجيات الادارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق